يُعتبر جون روبرت أوبنهايمر واحداً من أبرز العلماء في القرن العشرين، واشتهر بكونه “أبو القنبلة الذرية” نظراً لدوره الرائد في مشروع مانهاتن خلال الحرب العالمية الثانية. جمع بين الذكاء الحاد والشخصية المعقدة، وترك تأثيراً لا يُمحى في مجال الفيزياء النووية.
النشأة والتعليم
وُلد جون روبرت أوبنهايمر في 22 أبريل 1904 في مدينة نيويورك. نشأ في عائلة يهودية ميسورة الحال، وبدأ مبكراً في إظهار تفوقه الأكاديمي. التحق بجامعة هارفارد حيث تخرج بامتياز عام 1925. لاحقاً، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة غوتنغن في ألمانيا، حيث تعلّم تحت إشراف الفيزيائي البارز ماكس بورن.
مسيرته المهنية
بدأ أوبنهايمر حياته المهنية كأستاذ فيزياء نظرية في جامعة كاليفورنيا، بيركلي ومعهد كاليفورنيا للتقنية. قادته أبحاثه إلى دخول عالم الفيزياء النووية التي كانت في بداياتها آنذاك، حيث ساهم بأبحاث مهمة في مجالات مثل نظرية الكم والطاقة النووية.
مشروع مانهاتن
قاد أوبنهايمر مشروع مانهاتن الذي كان جهداً علمياً فائق السرية لتطوير القنبلة الذرية خلال الحرب العالمية الثانية. بفضل إدارته وقيادته الفعالة، تمكن الفريق من إنتاج أول قنبلة نووية في العالم، والتي استُخدمت فيما بعد ضد اليابان في هيروشيما وناجازاكي.
مرحلة ما بعد الحرب
بعد الحرب، أصبح أوبنهايمر رئيساً لمعهد الدراسات المتقدمة في برينستون، حيث واصل أبحاثه في الفيزياء وشارك في قضايا السياسة النووية. ولكنه واجه انتقادات شديدة في الخمسينيات بسبب علاقاته السابقة مع الأوساط الشيوعية، ما أدى إلى سحب تصريحه الأمني.
إرثه وتأثيره
لا يزال إرث أوبنهايمر محل جدل حتى اليوم. من ناحية، يُعتبر من أعظم علماء الفيزياء في التاريخ. ومن ناحية أخرى، يثير الدور الذي لعبه في تطوير السلاح النووي نقاشات أخلاقية حول مسؤولية العلماء.
أبرز إنجازاته
- قيادته لمشروع مانهاتن وتطوير القنبلة الذرية.
- إسهاماته في الفيزياء النظرية وخصوصاً في مجالات الطاقة النووية ونظرية الكم.
- إدارته لمعهد الدراسات المتقدمة وتأثيره في السياسات العلمية الأمريكية.
يبقى جون روبرت أوبنهايمر شخصية معقدة تأثرت وتأثرت بالحداثة والعلوم والسياسة العالمية. ورغم التحديات والانتقادات، لا يمكن إنكار إرثه العلمي والفكري الذي أثر في العالم بشكل عميق ومستدام.